الدكتور علي الربيعي الكذب حكمه وماهو المباح منه

الدكتور علي الربيعي الكذب حكمه وماهو المباح منه نعلم جميعًا أن الكذب صفة مذمومة ترفضها معظم الأديان والثقافات وسوف يوضح الدكتور علي الربيعي تعريف الكذب وما هو حكمه والمباح منه لأن هناك حالات يباح في هذا الكذب وسوف نتعرف عليها في السطور التالية.

الدكتور علي الربيعي الكذب حكمه وماهو المباح منه

يوضح الدكتور علي الربيعي في هذه الفقرة حكم الكذب وما هو المباح منه من خلال أراء العلماء والفقهاء كما يلي:

 رأي الإمام النووي:

(قد تظاهرتْ نصوصُ الكتاب والسنة على تحريم الكذب في الجملة. وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب. وإجماعُ الأمة منعقدٌ على تحريمه مع النصوص المتظاهرة. فلا ضرورة إلى نقل أفرادها. وإنما المهمُّ بيان ما يستثنى منه، والتنبيه على دقائقه).

وقد أضاف قائلًا: (وقد ضبط العلماءُ ما يُباح منه. وأحسنُ ما رأيتُه في ضبطه. ما ذكرَه الإِمامُ أبو حامد الغزالي فقال: الكلامُ وسيلةٌ إلى المقاصد. فكلُّ مقصودٍ محمودٍ يُمكن التوصلُ إليه بالصدق والكذب  جميعًا. فالكذبُ فيه حرامٌ. لعدم الحاجة إليه. وإن أمكنَ التوصل إليه بالكذب. ولم يمكن بالصدق فالكذبُ فيه مباحٌ إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحًا. وواجبٌ إن كان المقصود واجبًا فإذا اختفى مسلم من ظالم، وسأل عنه. وجبَ الكذبُ بإخفائه. وكذا لو كان عندَه أو عندَ غيره وديعة. وسأل عنها ظالمٌ يُريدُ أخذَها وجبَ عليه الكذب بإخفائها حتى لو أخبرَه بوديعةٍ عندَه فأخذَها الظالم قهرًا وجبَ ضمانُها على المودع المخبر ولو استحلفَه عليها لزمَه أن يَحلفَ ويورِّي في يمينه فإن حلفَ ولم يورِّ حنثَ على الأصحِّ وقيل: لا يحنثُ. وكذلك لو كان مقصودُ حَرْبٍ. أو إصلاحِ ذاتِ البين. أو استمالة قلب المجني عليه في العفو عن الجناية لا يحصل إلا بكذب. فالكذبُ ليس بحرام. وهذا إذا لم يحصل الغرضُ إلا بالكذب. والاحتياطُ في هذا كلِّه أن يورِّي. ومعنى التورية أن يقصدَ بعبارته مقصودًا صحيحًا ليس هو كاذبًا بالنسبة إليه. وإن كان كاذبًا في ظاهر اللفظ. ولو لم يقصد هذا. بل أطلق عبارةَ الكذب فليس بحرام في هذا الموضع.

 رأي الإمام الغزالي

قال الإمام أبو حامد الغزالي:(وكذلك كلُّ ما ارتبط به غرضٌ مقصودٌ صحيح له أو لغيره. فالذي له مثل أن يأخذَه ظالم ويسألَه عن ماله ليأخذَه فله أن ينكرَه. أو يسألَه السلطانُ عن فاحشةٍ بينَه وبينَ الله تعالى ارتكبَها فله أن ينكرَها ويقول: ما زنيتُ. أو ما شربتُ مثلًا. ولقد اشتهرتِ الأحاديث  بتلقين الأشخاص الذين أقرُّوا بالحدود الرجوع عن الإِقرار. وأما غرضُ غيره فمثل أن يُسأَل عن سرِّ أخيه فينكرَهُ ونحو ذلك. وينبغي أن يُقابِلَ بين مَفسدةِ الكذب والمفسدةِ المترتبة على الصدق.  فإن كانت المفسدةُ في الصدق أشدَّ ضررًا فله الكذبُ وإن كان عكسُه أو شكَّ حَرُم عليه الكذب ومتى جازَ الكذب فإن كان المبيحُ غرضًا يتعلَّق بنفسه فيستحبُّ أن لا يكذبَ ومتى كان متعلقًا بغيره. لم تجزِ المسامحةُ بحقِّ غيره والحزمُ تركه في كلِّ موضعٍ أُبيحَ إلا إذا كان واجبًا).

اقرأ أيضا: أوقات الإجابة الستة للدعاء “الدكتور علي الربيعي”

 متى يباح الكذب

هناك بعض من الحالات التي يباح فيها للشخص الكذب، وهي كما يلي:

• في الحرب يباح الكذب لأنَّ الحرب هي خدعة كما تستدعي مقتضياتها التمويه وخداع الأعداء. بالإضافة إلى إيهام الأعداء بأشياء يمكن ألا تكون موجودة واستخدام أساليب ووسائل الحرب النفسية في حال أمكن ولكن يتم ذلك بصورة لبقة وذكية.
• يباح الكذب عند الصلح ما بين المتخاصمين فقد يستدعي ذلك في بعض الأحيان مع محاولة المصلح في تبرير أعمال كل أطراف الخصام وأقوالهم بشكل يحقق التقارب بالإضافة إلى إزالة أسباب الشقاق. وأحيانًا قد ينسب إلى كل طرف منهم الأقوال الحسنة الطيبة والتي لم يقلها في حق صاحبه. وينفي عنه أيضًا بعض  أقواله التي تعيق الصلح وتعمل على زيادة الخصام وشقة الخلاف.
• يباح الكذب أيضًا في الحياة الزوجية لأنه أحيانًا يحتاج الأمر إلى أن تقوم الزوجة بالكذب على زوجها. أو يقوم الزوج بالكذب على زوجته. حيث يخفي كل من الزوجين عن الآخر الأمر الذي من شأنه خلق الخصام والزعل وما يوغر الصدور. أو يسبب النفور، أو ما يثير النزاع والفتن والشقاق ما بين الزوجين ويجوز أيضًا أن يقول كل منهما إلى الآخر معسول الكلام. مما يعمل على زيادة الحب وما يسر النفس ويؤدي إلى جمال الحياة بينهما حتى ولو كان الكلام كذبًا. لأن ذلك الرباط الخطير يحتاج أن يهتم به جدًا وأن يبذل في طريقه الجهد الكافي. حتى يبقى قويًا جميلًا ومثمرًا.

وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وهي كانت من أول المهاجرات اللاتي بايعن الرسول صل الله عليه وسلم وأخبرت: أنها سمعت النبي صل الله عليه وسلم وهو يقول: ((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، ويقول خيرًا، وينمي خيرًا)). وقال ابن شهاب:(ولم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب، إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها).

الدكتور علي الربيعي الكذب تعريف الكذب لغةً واصطلاحًا

يعرف الدكتور علي الربيعي الكَذِب بأنه نقيض الصِّدْقِ من (كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِبًا وكِذْبًا). وهو كَاذِب وأيضًا كَذَّاب وكَذُوب حيث يقال: كذَّبت الرجل وذلك إذا نسبته للكذب. وأكْذَبتُه عندما أخبرت أن ما يحدث به الرجل كذب.

كما يعرف الدكتور علي الربيعي الكذب اصطلاحًا بأنه الإخبار بالشيء أو الأمر على خلاف أو عكس ما هو عليه سواء كان ذلك عمدًا أم خطئًا. كما قال الإمام النووي: (الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو، عمدًا كان أو سهوًا، سواء كان الإخبار عن ماض أو مستقبل).

الدكتور علي الربيعي حكم الكذب

يؤكد الدكتور علي الربيعي أن الكذب أمر غير جائز لا عند الجد ولا عند المزاح وأضاف أنه خلق مذموم له الكثير من العواقب إلا في حالات معينة وكان هناك حاجة إليه كما ذكرنا في السطور أعلاه. ومن الجدير بالذكر أنه إذا ترتب على الكذب فساد أو ضرر حينها يكون يعظم إثمه واعتياده يعد أحد أكبر الكبائر.

الدكتور علي الربيعي أسباب الكذب

يوضح الدكتور علي الربيعي الأسباب التي تجعل الشخص يكذب في السطور التالية:

• الخوف من الإحراج والنقد، أو الخوف من العقاب أو العتاب.
•  تحصيل مصلحة معينة.
•  سوء التربية بالإضافة إلى اعتياد الكذب.
•  دفع الضر ومحاولة جلب النفع.
• جذب مسامع الآخرين واستمالتهم من خلال الحديث المستظرف.
• عدم استشعار الشخص مراقبة الله سبحانه له وعدم الخوف من الله عز وجل.
•  التشفي من أحد الأشخاص المعادين له من خلال الكذب والافتراء عليه بالإضافة إلى اختراع الأكاذيب والقبائح عنه.

إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن الدكتور علي الربيعي الكذب حكمه وماهو المباح منه حيث تم التعرف علـى حكم الكذب اعتمادًا على أراء العلماء وتوضيح الحالات التي يباح فيها الكذب. بالإضافة إلى ذلك تم تعريف الكذب لغةً واصطلاحًا كما تعرفنا على الدوافع والأسباب التي تجعل الشخص يتحدث بالكذب.